الشنفرى لامية العرب، فالصراع الأدبي بين العرب والعجم هو الذي كان وراء إنشاد الطغرائي لقصيدته، فإذا كانت قصيدة الشنفرى مفخرة للعرب فلتكن قصيدة الطغرائي مجال فخر للعجم كذلك، ويبدو أن الطغرائي تلفت إلى قصيدة الشنفرى وحاول أن يحاكيه فيها سواء في الشكل أو في المضمون حيث أختار الطغرائي لقصيدته القالب الموسيقي الذي اختاره الشنفرى مستخدما كذلك حرف الروي الذي بنى عليه الشنفرى قصديته، كما أحتذى الطغرائي في قصيدته الجو النفسي الذي سيطر على لامية العرب وهو هجر الناس والاعتزام على البعد عنهم، حيث يقول الطغرائي في بداية قصيدته:
فيم الإقامة بالزوراء لا سكنى ... بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
ثم يقول:
فلا صديق إليه مشتكى حزني ... ولا أنيس إليه منتهى جذلي
وهذا قريب من قول الشنفرى:
أقيموا بني أمي صدور مطيكم ... فأني إلى قوم سواكم لأميل