للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لذلك كان لا يفرح بالغنى إلى درجة البطر ولا يجزع من الفقر حتى ييأس في الحصول على المال:

وأعدم أحيانا وأغنى وإنما ... ينال الغنى ذو البعة المتبذل

فلا جزع من خلة متكشف ... ولا مرح تحت الغنى أتخيل

فهو متزن ومعتدل اعتدالا ينبئ عن ثقته في نفسه.

وخير للمرء أن يتجمل بالبر والتجلد على المكارم بدلا من إظهار الضعف والشكوى التي لا جدوى من ورائها حيث لا تدفع ضرا ولا تجلب نفعا:

وللصبر إن لم ينفع الشكو أجمل _ وفي هذا المقام يرد صبره على الهموم التي يعيش معها في صراع دائم. فكلما نحاها عنه وصرفها عادت ثانية إليه لتحيط به من كل جانب.

وآلف هموم ما تزال تعوده ... عيادا كحمى الربع أو هي أثقل

ولا شك أن الصبر وقوة الإرادة ليست صفة خاصة بالشنفرى وإنما هي من صفات الصعلكة بنوع عام, وإن كان شاعرنا قد بلغ فيها حدا كبيرا, فهذا عروة بن الورد يحدثنا عن صبره على مصائب الدهر ونوائبه فيقول:


١ الديوان: ٩١

<<  <   >  >>