ويقول نافيا عن نفسه الروع والفزع وغير ذلك من الصفات الذميمة
ولست بعل شره دون خيره ... ألف اذا مارعته اهتاج أعزل
ويدل على بسالته كذلك كونه مطاردا ممن ثار منهم لنفسه ومطالبا بجنايات كثيرة ارتكبها في حقهم, فكلهم يتنافسون في الوصول إليه والانقضاض عليه والأخذ بثأرهم.
طريد جنايات تياسرن لحمه.....
ثم هذه الغارة التي شنها على أعدائه في ظرف بالغ الصعوبة حيث كان الظلام دامسا والبرد شديدا حتى بلغ من شدة فتكه أن يلقي في النار صاحب القوس بقوسه ونبله التي يرمي بها ليستدفء، والمطر غزير وقد اشتد به الجوع, ومع كل هذه المعوقات فقد نجح في الإغارة عليهم فقتل الرجال ويتم الأطفال وغدت نساؤهم أيامي وأطفالهم يتامى:
وليلة نحس يصطلي القوس ربها ... أقطعه اللاتي بها يتنبل
إلى أن يقول:
فأيمت نسوانا وأيتمت آلدة ... وعدت كما أبدأت والليل أليل