للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويحدثنا الشنفرى في غير لاميته عن واد موحش موغل في أعماق الصحراء قد بات مأوى للجن والوحوش، هجره الناس جميعا حتى المغامرون والأبطال ولكن شاعرنا اقتحمه صاعدا روابيه التي لا يجرؤ على صعودها إنسان في جرأة وشجاعة غير مبال بما يصيبه في وقت مبكر قبل أن يذيب دفء الشمس قطرات الندى:١

وواد بعيد العمق ضنك جماعة ... بواطنه للجن والأسد مألف٢

تعسفت منه بعدما سقط الندي ... غما ليل تخشى غيلها المتعسف

ونمضي مع الشنفرى في قصيدته التائية التي رواها له المفضل الضبي, فإذا هو يحدثنا عن الهدف من إغاراته وأنه كان يقصد بها بني سلامان ليأخذ بثأره ويشفي حقده وغليله، يقول:

جزينا سلامان بن مفرح قرضها ... بما قدمت أيديهم وازلت

وهنئ بي قوم وما أن هناتهم ... وأصحبت في قوم وليسوا بمنيتي


١ الأغاني: جـ ٢١ صـ ١٩١.
٢ جماع الشيء: مجتمع أصلة- تعسف: مشى على غير هدى
الغماليل: الروابي، الغيل: الأشجار الكثيفة.

<<  <   >  >>