وأني لحلو إن أريدت حلاوتي ... ومر اذا نفس العزوف استمرت
فقد جزاهم بما قدمت أيديهم، ويحز في نفسه أن يكون ذا بأس ولا ينتفع به قومه, وإنما يكون بأسه عليهم بسبب جنايتهم عليه، وهو حلو لأصدقائه ومر كالحنظل لأعدائه.
ويلاحظ أنه لم يتحدث عن شجاعته واستبساله صراحة، وإنما من خلال مواقفه المتعددة، وكأن ذلك لا يحتاج على تنويه فإن مسكله كله إنما ينبع من منطلق التضحية والفداء، والثورة على الواقع الذي فرض عليه, وذلك يجعله في غنى عن تكلف إثباته والتدليل عليه، هذه أهم ملامح شخصية الشنفرى كما تدل عليه قصيدته تلك.
بالإضافة إلى أنها ترسم صورة لمظهره الخارجي, فيبدو جسمه ضامرا ناحلا وكأنه مجرد هيكل من العظام لا لحم عليه, فهو حين يفترش الأرض يستقبلها بظهر يابس تحول دون وصوله إلى الأرض حروف فقار ظهر، فيظل الجسم مرتفعا، كما يتوسد ذراعا قليلة اللحم وكأنها قطع صلب ركب بعضها فوق بعض, وهذا يعكس ما لحق بجسمه كله من هزال يقول: