التعبير على ثلاثة أفراد مثلا ليوحي بالوفاء والنصرة -وهذا يدل على أنه لا صديق له من البشر- وأنه هو وحده صاحب نفسه, والسيف والقوس هما وسيلتاه للدفاع عنها، والأفكار هنا تنساب في سلاسة ويسر وترتيب منطقي.
٣ على أن العلاقة الحميمة التي تربط الشنفرى بالقوس تدعوه إلى الإسهاب في وصفها، فهي وسيلته للإغارة ومصدر معيشته في الصيد وقد بلغ الجودة في وصفها يقول:
هتوف من الملس المتون يزينها ... رصائع قد نيطت إليها ومحمل
إذا زل عنها السهم حنت كأنها ... مرزاة ثكلى تئن وتعول
البيت الأول هنا تقرير لحال القوس ووصف مادي لها لكنه ينطوي على دلالة نفسية ترتبط بموقف الشاعر فلها صوت يرن عند انطلاق السهم واندفاعه الشديد في الفضاء، كما أنها ملساء ليست خشنة حتى لا تؤذي يد حاملها أو ذات عقد فيؤثر ذلك في أدائها نتيجة لتأثيرها على يد مطلق السهم، يعني ذلك أنها حسنة الصنع فتؤدي وظيفتها على أكمل وجه، ومع ذلك فهي مرصعة ببعض ما يحليها بالإضافة إلى محمل تحمل منه وتعلق بواسطته، وهاتان الصفتان تنمان عن شغف وهيام بين الشاعر وقوسه المعشوقة تتعدى