للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلة الآلة بصاحبها يدل لهذا العشق هذه الزخرفة وتلك الحلي التي يجعلها بها كما يجعل عروسه إذ هي تمثل أمره وتحقق ثاراته.

والقوس في البيت الثاني هنا ترن وقد صور هذا الصوت الصادر منها بصورة مستمدة من البيئة حيث مثل لها بالناقة أو المرأة الثكلى التي فقدت رضيعها وترسل أصواتا هي أصوات الحنين والتفجع.

فالسهم ينسل من القوس ويفارقها كما ينسل الوليد من حضن أمه، فقد شخص القوس وبث فيها الحياة, وصح أن يطلق عليها قبل ذلك أنها واحد من أصحابه الثلاثة الذين لا يخذلونه ولذلك فهو يزينها ويرصعها ويزهو بها ولعل هذا التوفيق الذي أصابه في وصف القوس هو الذي جعل المبرد يقرر أنه لم يسبق بهذا الوصف ولعله لم يلحق به حتى الآن.

وأرق عبارات الوصف قوله: حنث, ثم تشبيهها بالثكلى التي توالت عليها المصائب.

وفي هذا إشارة إلى أنه حين يخرج سهمها تهدي إلى أهدافها الأرزاء، والوصف بالتعجيل في قوله: عجلى الذي يدل على تتابع الصرخات وتوالي البكاء يدل على سرعة القوس في الرمي وكثرة استعماله لها.


١ قطوف من ثمار الأدب د. عبد السلام سرحان - ٨٣.

<<  <   >  >>