للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التقسم الثاني منهم من يقسمها بناء على الأشكال التي يأخذها الجنين, ومنهم من يقسمها بناء على أهم مراحل النمو المتميزة، وفي هذا التقسيم الأخير يمر الطفل بثلاث مراحل وأطوار هامة: طور الخلية الملقحة وانقسامها, ويسميها بعضهم مرحلة التوتة؛ لأنه يأخذ شكل التوتة في آخر المرحلة، ثم طور العلقة؛ لأن هذا الطور يبدأ بتعلق الخلية بجدار الرحم، والطور الثالث طور التخلق, وهو الطور الذي يبدأ فيه ظهور الأعضاء والأجهزة المختلفة, وهذا الطور ينتهي بالولادة١.

وبعض الأطباء يقسم تلك الأطوار إلى طور العلقة وطور المضغة ثم طور التخلق على أساس يبدأ طور العلقة من تعلق الحيوان المنوي بالبويضة٢.

ولو أننا أردنا المقارنة بين الأطوار المذكورة في القرآن والأطوار التي حددها الأطباء لوجدنا اختلافا في بعض التقسيمات, وشيئا من الاتفاق في بعض التقسيمات الأخرى, وربما كان أقرب تقسيم طبي يتفق مع القرآن هو هذا التقسيم الأخير الذي يبدأ ببداية مراحل النمو المتميزة, وينبغي أن ننبه هنا إلى أن هذه التقسيمات لا تناقض بعضها البعض من حيث الحقيقة إذ إنه من الممكن أن نقسم أي حقيقة بتقسيمات مختلفة, أو أن نسمي تقسيمات معينة بأسماء مختلفة حسب الغرض الذي يُؤْثِرُ هذا التقسيم أو ذاك.

أما الأطباء فيقولون: إن المرحلة الأولى من التلقيح إلى الغوص في جدار


١ انظر المراجع الآتية:
أتكوين الجنين: الدكتور شفيق عبد الملك ص ١٢٠.
ب جسم الإنسان: برنارد جلمسر. ت. د صلاح الدين سلام ص ١٤-١٥.
جـ سيكولوجية الطفولة والمراهقة: الدكتور مصطفى فهمي ص ٣٦.
د تفسير سورة العلق: جمال الدين عباد ص ٩٨.
٢ القرآن والطب ص ٤٩: دكتور محمد وصفي.

<<  <   >  >>