للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرحم تأخذ ثلاثة أسابيع, والمرحلة الثانية تبدأ ببداية الأسبوع الرابع تقريبا وتنتهي بنهاية الأسبوع الثامن، والمرحلة الثالثة تبدأ من نهاية الأسبوع الثامن إلى الولادة, وهنا تقسيم زمني آخر إلا أنه لا يتفق بأي حال مع التقسيم الزمني كما ورد في بعض الأحاديث, على أي حال فإننا نلاحظ وجود التضارب بين أحاديث الباب وعدم إمكان ترجيح بعضها على بعض، وكما قلنا في المقدمة إننا لسنا ملزمين بكل ما ورد من الأحاديث في الأمور الطبية, لكل هذا نقصر اعتمادنا على الآيات في هذه النقطة.

إذًا لنعد إلى وجه المقارنة بين ما ورد من الأطوار في القرآن وبين ما جاء في الطب قلنا: إنه ليس هناك خلاف حقيقي بين القرآن والطب في هذه النقطة, وخاصة أن عرض القرآن للأطوار جاء عاما, وهو قد ورد في صدد الاستدلال على وجود الله وقدرته الفائقة, ومن هنا نرى أن القرآن أشار إلى بداية أطوار هامة, هي التي يكمن فيها السر الغامض في خلق الجنين, وإذا عرضنا بإيجاز تلك الأطوار التي أشار إليها القرآن وجدنا ألغازا في سر الخلق والقدرة الفائقة, فالطور الأول عبر عنه القرآن بأنه طور النطفة: نطفة الأب والأم أو خليتهما ثم النطفة المكونة منهما أو الخلية الملقحة التي تتكون نتيجة اتحاد الخليتين معا, والسر العجيب هنا يكمن في خلقه الخلية ثم في طريقة اتحاد الخليتين وأخيرا في تكون خلية ونموها من الخليتين السابقتين، ويقول الأطباء هنا: إن تكون الجنين يبدأ من الخلية البشرية المخصبة التي تحتوى على ٤٨ كروموزوما "صبغية" وكل كرموزوم يحوي عددا لا يحصى من الجينات: "أي الأمشاج" التي ترجع إليها خصائص الأطفال فيما بعد, والتي تكمن فيها العوامل الوراثية, وهذه الخلية

<<  <   >  >>