للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البشرية تختلف في تكوينها عن الخلية الحيوانية, فمثلا تتكون خلية الخيول من ٦٥ كروموزوما بينما تتكون خلية الكلاب من ٥٢ كروموزما, والصبغيات الثماني والأربعون التي تتكون منها الخلية البشرية يأتي نصفها من خلية الرجل والنصف الآخر من خلية المرأة، وعن طريق تزاوج كل صبغية من صبغيات المرأة بعد الإخصاب في بوق الرحم تكتمل الخلية البشرية الأولى, وبعد ذلك تبدأ هذه الخلية تنقسم على نفسها, وذلك عن طريق انقسام كل صبغيتين مزدوجتين إلى نصفين, وبذلك يصبح عدد الصبغيات ٩٦ صبغية في الخليتين ثم ينقسم كل واحد منهما إلى قسمين وهكذا يستمر هذا الانقسام, والخلية في حالة الانقسام تمر من البوق إلى الرحم حتى تلتصق في جدار الرحم وتتعلق به، وعند وصولها إلى هذه المرحلة تأخذ شكل ثمرة التوت، ويقولون: إن هذه المسيرة تأخذ أسبوعا على وجه التقريب وبعد التصاقها في جدار الرحم لا تستطيع أن تتحرك كما كانت تتحرك بحرية في قرارها في الرحم١.

وعند علوقها في جدار الرحم تنتهي المرحلة الأولى وتبدأ مرحلة العلقة.

وهنا نجد أنفسنا مضطرين إلى مخالفة المفسرين في تفسيرهم للعلقة بأنها: دم جامد إذ إننا لا نجد في أي مرحلة من مراحل تكوين الجنين أنه يأخذ أو يتحول إلى دم مجمد أو كتلة من الدم كما يقولون٢, واللغة تسعفنا في هذا فإن مفهوم العلقة لغويا أمران: أحدهما الدم الجامد, وثانيهما التعلق, ونحن لنا الحق أن نفسر بل الواجب أن نفسر في ضوء المكتشفات العلمية طالما تساعدنا في ذلك اللغة.


١ جسم الإنسان ص ١٤-٩٥، تكوين الجنين ص ٧٢-٩٨.
٢ القرآن والطب: دكتور محمد وصفي, دار الكتب الحديثة, ص ٤٣.

<<  <   >  >>