للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما فسروا هم في ضوء معلوماتهم وثقافتهم, وعلى حسب ما فهموا من اللغة.

ومعلوم أن الثقافة تؤثر في الفهم وتؤثر في ترجيح أحد المعاني اللغوية على الآخرى. وهذه المحاولة الجديدة لتفسير الآيات واجبة علينا؛ لأننا نجد أعداء الإسلام يتخذون تلك التفسيرات الخاطئة شاهدا ضد الإسلام, ونقطة ضعف فيه بل إنهم يقولون: إن القرآن يقول كلاما باطلا, ويستشهدون على ذلك بتلك التفسيرات الباطلة؛ لأن مكونات الدم غير مكونات الخلية, ولا يمكن أن يتحول أحدهما إلى الآخر.

ومهما يكن من أمر فإن العلقة بداية مرحلة جديدة في تكوين الجنين؛ لأن الخلية التوتية "وسميت توتية لشبهها بالتوت" في هذه المرحلة تأخذ شكل الكرة, وتبدأ الخلايا المكونة لها تتحلل إلى مادة سائلة تعمل على فصل بعضها عن بعض, وهنا يبدأ يتكون الجسم الإنساني من مجموع تلك الخلايا الباقية التي لا تدخل في ذلك التكوين إلى غلاف وقائي مملوء بالمواد السائلة لحماية الجنين, ويتصل جزء من هذا الغلاف بالرحم, وهو وسيلة لتغذية الجنين من الأم أولا وللتخلص من المواد التالفة ثانيا, ثم يتحول شكل الجنين بعد ذلك إلى شكل البيضة, ويسمونها أحيانا البويضة, غير أنه لا تظهر فيه علامات الأعضاء بعد, وربما إلى هذا أشار القرآن بالمضغة؛ لأنه بقدر ما يمضغ ولأن شكله كأنه قطعة لحم, وفي بداية المرحلة التالية يبدأ بروز الأعضاء, ثم يأخذ الجنين صورة الطفل, إلا أن هذه التقسيمات غير فاصلة كما يقول الأطباء وإنما هي أطوار أو معالم بارزة في تكوين كل جنين, هذه الأطوار تلفت الأنظار بصفة خاصة وتدعو الإنسان إلى الدهشة إذ إن أمر الخلية أو النطفة -بتعبير القرآن- أمر عجيب في خلقته ثم طريقة اتحاد الخليتين وتكوين خلية واحدة منهما ثم انقسامها بنفسها ومسيرتها في حالة

<<  <   >  >>