للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هناك سلوك غير خاضع لمنطق العقل، بل نجد قواعد عامة كمعايير عامة في التعامل الاجتماعي وفيما يلي أهمها:

١- مقتضى الإيمان بالله بأن يضع الإنسان نفسه موضع غيره عند التعامل معه، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ١, وقد ربط الإسلام بين العقيدة والأخلاق ربطا لا انفصام له.

٢- الإخلاص: يجب الإخلاص لوجه الله عند العمل ومعاملة الغير؛ لأن الله يجازي على عمله بمقدار إخلاصه له, ويجب أن يشعر في معاملته للناس أن يعامل الله؛ لأنه مطالب من قبله وأن ينتظر جزاء عمله منه لا من غيره. هذه النقطة ذات أهمية كبرى في التعامل الاجتماعي؛ لأن انتظار الجزاء من الناس على حسن المعاملة يعد صفقة تجارية؛ ولهذا فإن بعض الناس يكفرون بالمعاملة الطيبة إذا لم يحصلوا على نظير لها أو لم يأخذوا مقابلها. وقد دعا الإسلام إلى الإخلاص لله في المعاملة لا الجزاء والشكر، وما دام الله هو الذي يجازيهم على إحسانهم، وقد ضرب الله مثلا للعمل المخلص الذي ينبغي أن يكون نموذجا ومثالا على عمل بعض المخلصين فقال: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً, إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً, إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً, فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً, وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} ٢.


١ فتح الباري جـ١ ص٦٣.
٢ الإنسان: ٨-١٢.

<<  <   >  >>