للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد وعد الله الذين يعملون الصالحات مخلصين له في صالح أعمالهم يكافئهم ويجازيهم لا في الآخرة فقط بل في الدنيا أيضا فقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ١. {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى, وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى, فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى, وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى, وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى, فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} ٢.

٣- الصدق في القول والعمل: وهو مطابقة التعبير للحقيقة أيا كان لون التعبير بالقول أو بالفعل أو بالإشارة أو بالكتابة وما إلى ذلك فإذا كان التعبير عن الذات وجب أن يكون مطابقا لما يدور في النفس وإن كان التعبير عن أمر خارجي وجب أن يكون مطابقا له دون زيادة أو نقصان.

لأن المبالغة زيادة والزيادة كذب والنقصان إجحاف وبخس، وهو كذب أيضا، والصدق وسيلة النجاح في الحياة الفردية والاجتماعية، لذا قال الرسول- صلى الله عليه وسلم: "تحروا الصدق وإن رأيتم فيه الهلكة فإن فيه النجاة واجتنبوا الكذب وإن رأيتم فيه النجاة فإن فيه الهلكة" ٣. كما أن الكذب يؤدي إلى الفجور والهلاك في الدنيا فإنه يؤدي أيضا إلى النار في الآخرة، ولهذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا" ٤، وقال أيضا: "دع ما يريبك إلى


١ النحل: ٩٧.
٢ الليل: ٥-١٠.
٣ جامع الصغير جـ١ ص١٢٦.
٤ هداية الباري إلى ترتيب صحيح البخاري جـ١ ص١٦٨.

<<  <   >  >>