على شرفي، أما الذي يجعل الأخلاق غاية ينبغي أن يقول: علي أن أحافظ على الأخلاق ولو لم يجلب عدم المحافظة أي عار وأي نفع؛ لأنها واجب بصرف النظر عما يترتب عليها"١.
وبناء على هذه الفكرة لا تتغير الأخلاق ولا تتبدل وتكون لها قدسيتها الدائمة، فلو كانت وسيلة لتغيرت من حين إلى آخر وفقا لأهواء الناس ومصالحهم ولجاز مخالفة قوانينها عندما تقتضي المصلحة العامة أو الخاصة وعندئذ لا تبقى للأخلاق قدسية ولا سلطان دائم بل تخرج الأخلاق عن كينونتها أخلاقا، وقيما ثابتة.
الاتجاه الثاني: يرى أن الأخلاق وسيلة لا غاية وأنها يصح أن تتغير وتتطور وفقا لمصالح الناس أو مصلحة المجتمعات وهذا الاتجاه هو الاتجاه النفعي عموما.
الاتجاه الثالث: يوفق بين الاتجاهين السابقين عن طريق التوحيد بين الوسيلة والغاية فهو يعتبر الأخلاق مبدئيا وسيلة عامة لتوجيه سلوك الإنسان في الحياة وتحقيق مطالبه فيها ويعتبرها في الوقت نفسه غاية؛ إذ لا توجد لغاية أخلاقية سوى وسيلة واحدة تخصها ولا توجد منفصلة عنها؛ ولأن الوسيلة والغاية لا تنفك إحداهما عن الأخرى.
هذا إلى أن الفصل بين الوسيلة والغاية يؤدي ضرورة إلى فكرة "أن الغاية تبرر الوسيلة" فتترتب على ذلك شرور وفساد في الحياة الاجتماعية، ولهذا لا يصح إطلاقا أن نفصل بين الوسائل والغايات في النظرية الأخلاقية ولا أن نحدد