للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القيم؟

لا ينبغي أن يستنبط من العجز عن قياس حقيقة ما بمعيار معين أننا نعجز عن قياسها بمعيار آخر بل إن الشيء الواحد المعين يمكن أن يقاس بمعايير مختلفة متى كانت له خواص مختلفة. والقيم الأخلاقية من هذا النوع لها خواص متعددة عقلية علمية موضوعية ونفسية وإنسانية وسماوية إلهية.

ولهذا نستطيع قياس القيم الأخلاقية من زواياها القيمية المختلفة, بثلاثة معايير عامة: معيار سماوي مستمد من الوحي وهو الرسالة أو الشرع, ومعيار أرضي علمي تجريبي, وأخيرا معيار إنساني وتدخل فيه الحاسة الخلقية والإحساس الجمالي والوجداني في الطبيعة الإنسانية ولقد اعتد الإسلام بهذه المعايير كلها كما رأينا.

إذن للقيم الأخلاقية جوانب متعددة: ففيها الموضوعية وفيها غير الموضوعية إذا نظرنا إليها من زاوية الموضوعية واللا موضوعية التقليدية, ولا ينقص من قيمة الأخلاق أنه لا يمكن تقويمها بالمعيار الموضوعي التقليدي؛ لأن المعيار السماوي معيار أيضا. والمعيار الإنساني معيار كذلك كالمعيار التجريبي العلمي, ومن هذه الزاوية تعد القيم الأخلاقية كلها موضوعية ولكن بمعنى آخر, ثم إن وجود القيم السماوية والأرضية والإنسانية في القيم الأخلاقية تدل على عظمة القيم الأخلاقية وعظيم قدرها.

٣- القيم الأخلاقية في الحياة العملية.

ذهب بعض الفلاسفة أمثال "شوبنهاور" إلى التفرقة بين القيمة النظرية والقيمة العملية للأخلاق تبعا للتفرقة بين الأخلاق النظرية والأخلاق العملية.

<<  <   >  >>