للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجماعة على عبادة المنفرد فقال الرسول- صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا" ١, وقال: "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلتزم الجماعة" ٢. وقال: "من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع رِبْقَة الإسلام من عنقه" ٣, وقال أيضا: "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا" ٤. وقالوا يا رسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء يمنعون حقنا ويسألون حقهم؟ فقال: "اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم" ٥. لكنه لا ينبغي أن يفهم من هذا وجوب الطاعة لهم ولو أمروا بمعصية إذ نهى الرسول عن ذلك فقال: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة" ٦.

لكن للمرء أن يلجأ إلى العزلة في الظروف الاستثنائية كأن يعم الفساد في المجتمع ويعجز المرء عن مقاومته مع الخوف على النفس من أن يصيبها هذا الفساد، ولهذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن" ٧. وقال أيضا: "تكون فتن القائم فيها خير من اليقظان واليقظان فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الساعي، فمن وجد ملجأ أو معاذا فليستعذ" ٨.


١ رياض الصالحين. فضل صلاة الجماعة ص ٤٠٦.
٢ التاج جـ ٥، باب الانضمام إلى الجماعة ص ٣٠٨.
٣ التاج جـ ٥ ص ٣٠٨.
٤ فتح الباري جـ ١٣ ص ٥٧.
٥ التاج جـ ٥ ص ٣٠٨.
٦ فتح الباري جـ ١٦، كتاب الأحكام باب السمع والطاعة ص ٢٤٠.
٧ رياض الصالحين، باب العزلة من فساد الناس ص ٢٦٥.
٨ صحيح مسلم جـ ١٨ ص ٨، كتاب الفتن.

<<  <   >  >>