مسئولياته والقيام بواجباته الأخلاقية خير قيام؛ لأنه قادر حر يستطيع القيام بها.
وأما أساس الجزاء فهو الذي يعطي للأخلاق -في الحقيقة- قيمة ومعنى إذ بدونه تصبح الأخلاق سلوكا جافا لا يقوم على عدل ولا يجذب الناس إلى العمل به والجزاء بقدر ما يكون عاما ومتنوعا بقدر ما يضفي على الأخلاق قيمة ومعنى وثراء.
ولهذا نرى أن الإسلام قد نوع الجزاء الأخلاقي وربط سعادة الإنسان وفلاحه به، وقد شرحنا أصالة كل تلك الأسس وما أتى به الإسلام فيها من جديد وما أكمل فيها من نقص، بحيث يمكننا القول عندما نقارنها بغيرها: إن الإسلام قد فاق الأخلاقيات الأخرى في هذه النقطة أيضا، من حيث تنوع وتعدد الأسس التي أقام عليها بناءه الأخلاقي ومن حيث الخصائص التي أضفاها على كل واحد منها.