للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخلاقية هذه روح نجدها في كل جانب من جوانب الإسلام، نجدها في جانب العقيدة، كما جاء في الحديث، فقال الرسول: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا"، وقال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ٢، وقال أيضا: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" ٣.

ثم إن الإسلام اعتبر الإيمان برا فقال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} ٤.

ومعلوم أن البر صفة للعمل الأخلاقي أو هو جامع لأنواع الخير، كما يقول بعض العلماء٥.

وقد بين الرسول أن من لم يتخلق بالأخلاق الحسنة لا يقبل الله منه الإيمان والدين، فقال: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له" ٦.

وأخلاقية الإيمان تتضح من ناحيتين: الأولى: باعتباره عملا، ذلك أن الأعمال إما داخلية وإما ظاهرية، والإيمان من النوع الأول، ولهذا فقد نص الرسول نفسه على أن الإيمان عمل فقال عندما سأله رجل، أي العمل أفضل؟ فقال: "إيمان بالله وجهاد في سبيله" ٧؛ لأنه عمل إيجابي من أعمال القلب، الناحية الثانية: أن الإيمان في حقيقته عمل القلب بالاعتراف بالحقيقة الإلهية والاعتراف


١ صحيح المستدرك للحاكم النيسابوري، مكتبة مطابع النصر الحديثة بالرياض، جـ١ ص٥٣.
٢ اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان جـ ص ١٠ كتاب الإيمان.
٣ المرجع السابق جـ ١ ص ١٠.
٤ سورة البقرة آية: ١٧٧.
٥ انظر التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول جـ ٥ ص ٣.
٦ الجامع الصحيح الصغير للإمام السيوطي جـ٢ ص ١٩٨.
٧ اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان جـ١ ص ١٦ كتاب الإيمان.

<<  <   >  >>