للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا قال إبراهيم -عليه السلام- ليطمئن قلبي، ولها أثر ثالث وهو: حلاوة الإيمان الناشئ عن محبة، ولهذا قال الرسول: "ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" ١، يقول هنا "وليم جيمس": "إن الإيمان بالله هو الذي يجعل للحياة قيمة، وهو الذي يمكننا من أن نستخرج من الحياة كل ما فيها من اللذات والسعادة".

ويقول الفيلسوف الألماني "ليبيتز": "ولإزالة القلق النفسي والروحي أن يؤمن بالله عن طريق العقل أو يملأ نفسه بسرور عقلي؛ لأن القلق ناتج عن الشك، والشك وسيلة لتفتيت القلب"٣.

ولصحة العقل وسعادته اتخذ الإسلام طريقين: طريق الوقاية وطريق التنمية، ففي الطريق الأول حرم على الإنسان تناول كل ما يخدر العقل ويضره، وفي الطريق الثاني دعا إلى تحقيق مطالبه من النظر والمعرفة والحكمة، ولم يكتفِ بمجرد الدعوى إلى ذلك فحسب، بل زوده بمعرفة كثيرة من أسرار الكون والحياة وعلم الغيب، علم ما وراء هذا الكون، وهم العلم الذي ما كان يستطيع العقل الإنساني أن يصل إليه وحده، وصدق الله العظيم إذ قال: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} ٤.


١ اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان جـ١ ص٩ عيسى البابي الحلبي.
٢ لمحات في وسائل التربية الإسلامية، للدكتور محمد أمين المصري ص ١١٧.
٣ آثار ليبتنز الفلسفية، باللغة الفرنسية، مطبوع في باريس جـ ١ ص ١٤٨.
Oeuvres Philosophiques De Leibniz.Paris.,١٩٠٠
٤ سورة البقرة آية: ١٥١.

<<  <   >  >>