من ذا يحرم ماء المزن خالطه ... في جوف خابية ماء العناقيد إني لأكره تشديد الرواة لنا ... فيه ويعجبني قول ابن مسعود قال العبد الأحقر محمد يوسف الكاملبوري: وإليه ينزع ما قال أبو الأسود الدؤلي، معلم الحسنين: دع الخمر يشربها الغواة، فإنني ... رأيت أخاها مغنياً بمكانها فإن لم يكنها، أو يكنها، فإنه ... أخوها، غذته أمه بلبانها ثم قال صاحب العقد الفريد: وإنما أراد الشاعر الأول أنهم كانوا يعمدون إلى الرُّبّ الذي ذهب ثلثاه، وبقي ثلثه، فيزيدون عليه الماء قدر ما ذهب منه، ثم يتركونه حتى يغلي ويسكن جأشه، ثم يشربونه، وكان عمر يشرب على طعامه الصلب، ويقول: يقطع هذا اللحم في بطوننا، واحتجوا بحديث ابن عباس أنه قال: حرمت الخمر بعينها، والمسكر من كل شراب، وما روى عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف وهو شاك على بعير، ومعه محجن، فلما مر بالحجر استلمه بالمحجن، حتى إذا انقضى طوافه، نزل فصلى ركعتين، ثم أتى السقاية، فقال: "أسقوني من هذا"، فقال له العباس: ألا نسقيك مما يصنع في البيوت؟ قال: "ولكن أسقوني مما يشرب الناس"، فأتى بقدح من نبيذ فذاقه، فقطب، فقال: "هلموا فصبوا فيه الماء"، ثم قال: "زد فيه مرة، أو مرتين، أو ثلاثاً"، ثم قال: "إذا صنع أحد منكم هكذا، فاصنعوا به هكذا"، وما روي عن أبي مسعود الأنصاري أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عطش، وهو يطوف بالبيت، فأتى بنبيذ من السقاية فشمه، فقطب، ثم دعا بذنوب من ماء زمزم، فصب عليه، ثم شربه، فقال له رجل: أحرام هذا يا رسول الله؟ فقال: "لا". وقال الشعبي: شرب أعرابي من أدواة عمر، فأغشى، فحده عمر، فقال: شربت من أدوائك، فقال: إنما حددتك للسكر لا للشرب، ودخل عمر بن الخطاب على قوم يشربون، ويوقدون في الأخصاص، فقال: نهيتكم عن معاقرة الشراب فعاقرتم، وعن الايقاد في الأخصاص فأوقدتم، وهمَّ بتأديبهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين نهاك الله عن التجسس، فتجسست، =