يهنئه بخلعه قد خلعت عَلَيْهِ وكان ذلك الأمير من كبار الظلمة فقلت ويحكم مَا كفاكم أن فتحتم الدكن حتى تطوفون عَلَى رءوسكم بالسلع يقعد أحدكم عَنْ الكسب مَعَ قدرته عَلَيْهِ معولا عَلَى الصدقات والصلات ثم لا يكفيه حتى يأخذ فمن كان ثم لا يكفيه حتى يدور عَلَى الظلمة فيستعطي منهم ويهنئهم بملبوس لا يحل وولاية لا عدل فيها وَاللَّه إنكم أضر عَلَى الإسلام من كل مضر.
فصل: قال المصنف وَقَدْ صار جماعة من أشياخهم يجمعون المال من الشبهات ثم ينقسمون فمنهم من يدعي الزهد مَعَ كثرة المال وحرصه عَلَى الجمع وهذه الدعوى مضادة للحال ومنهم من يظهر الفقر مَعَ جمعه المال وأكثر هؤلاء يضيقون عَلَى الفقراء بأخذهم الزكاة ولا يجوز لهم ذلك وَقَدْ كان أَبُو الْحَسَنِ البسطامي شيخ رباط بْن المجيان١ يلبس الصوف صيفا وشتاء وتقصده الناس يتبركون به فمات فخلف أربعة آلاف دِينَار.
قَالَ المصنف: وهذا فوق القبيح وَقَدْ صح عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ رجلا من أهل الصفة مات فخلف دينارين فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كيتان".
١ وفي النسخة الثانية المحليان وفي نسخة اخرى الملحيان.