قال المصنف: لما سمع أوائل القوم أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يرقع ثوبه وأنه قَالَ لعائشة رَضِيَ اللَّهُ عنها لا تخلعي ثوبا حتى ترقعيه وأن عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عنه كان فِي ثوبه رقاع وأن أويسا القرني كان يلتقط الرقاع من المزابل فيغسلها فِي الفرات ثم يخيطها فيلبسها اختاروا المرقعات وَقَدْ أبعدوا فِي القياس فإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه كانوا يؤثرون البذاذة ويعرضون عَن الدنيا زاهدا وكان أكثرهم يفعل هَذَا لأجل الفقر كَمَا روينا عَنْ مسلمة بْن عَبْدِ الملك إنه دخل عَلَى عُمَر بْن عَبْدِ الْعَزِيز وعليه قميص وسخ فَقَالَ لامرأته فاطمة اغسلي قميص أمير المؤمنين فقالت وَاللَّه ماله قميص غيره فأما إذا لم يكن هَذَا لفقر وقصد البذاذة فلما لَهُ من معنى.
فصل: قَالَ المصنف: فأما صوفية زماننا فإنهم يعمدون إِلَى ثوبين أَوْ ثَلاثَة كل واحد منها عَلَى لون فيجعلوها خرقا ويلفقونها فيجمع ذلك الثوب وصفين الشهرة والشهوة فإن لبس مثل