قال يَحْيَى بْن بِشْر بْن عمير النهاوندي كان أول ملوك المجوس كومرث فجاءهم بدينهم ثم تتابع مدعو النبوة فيهم حتى اشتهر بِهَا زرادشت وكانوا يقولون أن اللَّه تعالى عَنْ ذلك شخص روحاني ظهر فظهرت معه الأشياء روحانية تامة فَقَالَ لا يتهيأ لغيري أن يبتدع مثل هذه التي ابتدعتها فتولد من فكرته هذه ظلمة إذ كان فيها جحود لقدرة غيره فقامت الظلمة تغالبه وكان مماسنه زرادشت عبادة النار والصلاة إِلَى الشمس يتأولون فيها أنها ملكة العالم وهي التي تأتي بالنهار وتذهب بالليل وتحيي النبات والحيوانات وترد الحرارات إِلَى أجسادها وكانوا لا يدفنون موتاهم فِي الأَرْض تعظيما لَهُ وقالوا لأن به حياة كل شيء إلا أن يستعملوا قبله بول البقر ونحوه ولا يبزقون فيه ولا يرون قتل الحيوانات ولا ذبحها وكانوا يغسلون وجوههم ببول البقر تبركا به وإذا كان عتيقا كان أكثر بركة ويستحلون فروج الأمهات قالوا الابن أحرى بتسكين شهوة أمه وإذا مات الزوج فابنه أولى بالمرأة فَإِن لم يكن لَهُ ابن اكترى رجلا من مال الميت ويجيزون للرجل أن يتزوج بمائة وألف وإذا أرادت الحائض أن تغتسل دفعت دينارا إِلَى الموبذ ويحملها إِلَى بيت النار ويقيمها عَلَى أربع وينظفها بسبابته وأظهر هَذَا الأمر مزدك فِي أيام قباذ وأباح النساء لكل من شاء ونكح نساء قباذ لتقتدي به العامة فيفعلون فِي النساء مثله فلما بلغ إِلَى أم أنو شروان قَالَ لقباذ أخرجها إلي فإنك إن منعتني شهوتي لم يتم إيمانك فهم بإخراجها فجعل أنو شروان يبكي بين يدي مزدك ويقبل رجله بين يدي أبيه قباذ ويسأله أن يهب لَهُ أمه فَقَالَ قباذ لمزدك ألست تزعم أن المؤمن لا ينبغي أن يرد عَنْ شهوته قَالَ بلى قَالَ فلم ترد أنو شروان عَنْ شهوته قَالَ قد وهبتها لَهُ ثم أطلق الناس فِي أكل الميتة فلما ولى أنو شروان أفنى المزدكية هو ومن أقوال المجوس أن الأَرْض لا نهاية لها من