للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد بْن هرون نا أحمد بْن عُمَر بْن عُبَيْد الريحاني قَالَ سَمِعْتُ أبا البختري وهب بْن وهب يَقُول كنت

أدخل عَلَى الرشيد وابنه القاسم بين يديه فكنت أدمن النظر إليه فَقَالَ أراك تدمن النظر إِلَى القاسم تريد أن تجعل انقطاعه إليك قلت أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن ترميني بما ليس فِي وأما إدمان النظر إليه فَإِن جعفرا الصادق ثنا عَنْ أبيه عَنْ جده عَلِيّ بْن الْحُسَيْن عَنْ أبيه عَنْ جده قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثٌ يَزِدْنَ فِي قُوَّةِ النَّظَرِ النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ وَإِلَى الْمَاءِ الْجَارِي وَإِلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ.

قال المصنف رحمه اللَّه: هَذَا حَدِيثٌ موضوع ولا يختلف العلماء فِي أبي البختري أنه كذاب وضاع واحمد بْن عُمَر بْن عُبَيْد أحد المجهولين ثم قد كان ينبغي لأبي عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي إذ ذكر النظر إِلَى المستحسن أن يقيده بالنظر إِلَى وجه الزوجة أَوِ المملوكة فأما إطلاقه ففيه سوء ظن وقال شيخنا مُحَمَّد بْن ناصر الْحَافِظ كان ابْن طاهر المقدسي قد صنف كتابا فِي جواز النظر إِلَى المراد.

قَالَ المصنف رحمه اللَّه: قلت: والفقهاء يقولون من ثارت شهوته عند النظر إِلَى الأمرد حرم عَلَيْهِ أن ينظر إليه ومتى ادعى الإنسان أنه لا تثور شهوته عند النظر إِلَى الأمرد المستحسن فهو كاذب وإنما أبيح على الأطرق لئلا يقع الحرج فِي كثرة المخالطة بالمنع فَإِذَا وقع الإلحاح فِي النظر دل عَلَى العمل بمقتضى ثوران الهوى قَالَ سَعِيد بْن المسيب إذا رأيتم الرَّجُل يلح النظر إِلَى غلام أمرد فاتهموه القسم الرابع قوم يقولون نحن لا ننظر نظر شهوة وإنما ننظر نظر اعتبار فلا يضرنا النظر وهذا محال منهم فَإِن الطباع تتساوى فمن ادعى تنزه نفسه عَنْ أبناء جنسه فِي الطبع ادعى المحال وَقَدْ كشفنا هَذَا فِي أول كلامنا فِي السماع أخبرتنا شهدة بْن أَحْمَدَ الأبري قالت بإسناد مرفوع إِلَى مُحَمَّد بْن جَعْفَر الصوفي قَالَ قَالَ أَبُو حمزة الصوفي حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن الزبير الخفي قَالَ كنت جالسا مَعَ أبي النَّضْر الغنوي وكان من المبرزين العابدين فنظر إِلَى غلام جميل فلم تزل عيناه واقعتين عَلَيْهِ حتى دنا مِنْهُ فَقَالَ سألتك بالله السميع وعزة الرفيع وسلطانه المنيع ألا وقفت عَلَى أروي من النظر إليك فوقف قليلا ثم ذهب ليمضي فَقَالَ لَهُ سألتك بالحكيم المجيد الكريم المبدي المعيد ألا وقفت فوقف ساعة فأقبل يصعد النظر إليه ويصوبه ثم ذهب ليمضي فَقَالَ سألتك بالواحد الأحد الجبار الصَّمَد الذي لم يلد ولم يولد إلا وقفت فوقف ساعة فنظر إليه طويلا ثم ذهب ليمضي فَقَالَ سألتك باللطيف الخبير السميع البصير وبمن ليس لَهُ نظير إلا وقفت

<<  <   >  >>