ذكر تلبيس إبليس عَلَى كثير من الصوفية فِي صحبة الأحداث.
قال المصنف: اعلم أن أكثر الصوفية المتصوفة قد سدوا عَلَى أنفسهم باب النظر إِلَى النساء الأجانب لبعدهم عَنْ مصاحبتهن وامتناعهم عَنْ مخالطتهن واشتغلوا بالتعبد عَنِ النكاح واتفقت صحبة الأحداث لهم عَلَى وجه الإرادة وقصد الزهادة فأمالهم إبليس إليهم واعلم أن الصوفية فِي صحبة الأحداث عَلَى سبعة أقسام القسم الأَوَّل أخبث القوم وهم ناس تشبهوا بالصوفية ويقولون بالحلول أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ الباقي بْن أحمد بْن سُلَيْمَان نا أَبُو علي الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن الفضل الكرماني نا سَهْل بْن عَلِيٍّ الخشاب نا أَبُو نصر عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيٍّ السراج قَالَ بلغني أن جماعة من الحلولية زعموا أن الحق تعالى اصطفى أجساما حل فيها بمعاني الربوبية ومنهم من قَالَ هو حال فِي المستحسنات وذكر أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن حامد من أصحابنا أن طائفة من الصوفية قالوا أنهم يرون اللَّه عز وجل فِي الدنيا وأجازوا أن يكون فِي صفة الآدمي ولم يأبوا كونه حالا فِي الصورة الحسنة حتى استشهدوه فِي رؤيتهم الغلام الأسود القسم الثاني قوم يتشبهون بالصوفية فِي ملبسهم ويقصدون الفسق القسم الثالث قوم يستبيحون النظر إِلَى المستحسن وَقَدْ صنف أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي كتابا سماه سنن الصوفية فَقَالَ فِي أواخر الْكِتَاب باب فِي جوامع رخصهم فذكر فيه الرقص والغناء والنظر إِلَى الوجه الْحَسَن وذكر فيه مَا روى عَنِ النبي عَلَيْهِ السلام أنه قَالَ اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ وَأَنَّهُ قَالَ ثَلاثَةٌ تَجْلُو الْبَصَرَ النَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ وَالنَّظَرُ إِلَى الْمَاءِ وَالنَّظَرُ إِلَى الْوَجْهِ الْحَسَنِ.
قال المصنف رحمه اللَّه: وهذان الحديثان لا أصل لهما عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أما الحديث الأَوَّل فأَخْبَرَنَا به عَبْد الأَوَّل بْن عِيسَى نا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن المظفر نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حمويه نا إبراهيم بْن خزيم ثنا عَبْد بْن حميد ثنا يَزِيد بْن هرون ثنا مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَن بْن المخير عَنْ نافع عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ" قَالَ يَحْيَى بْن معين مُحَمَّد بْن عَبْدِ الرَّحْمَن ليس بشيء قَالَ المصنف قلت وَقَدْ روى هَذَا الحديث من طرق قَالَ العقيلي لا يثبت عَنِ النبي عَلَيْهِ السلام فِي هَذَا شيء وأما الحديث الآخر فأنبأنا أَبُو منصور بْن خيرون نا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثابت بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يعقوب نا مُحَمَّد بْن نعيم الضبي نا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن