للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير" وفي حديث سلمة بْن الأكوع قَالَ خرجنا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خيبر فسرنا ليلا فَقَالَ رجل من القوم لعامر بْن الأكوع ألا تسمعنا من هنياتك وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدوا بالقول يَقُول:

لاهم لولا أنت مَا اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا

فالقين سكينة علينا ... وثبت الأقدام إذ لاقينا

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من هَذَا السائق"؟ قالوا عامر بْن الأكوع فَقَالَ: "يرحمه اللَّه".

قَالَ المصنف رحمه اللَّه: وَقَدْ روينا عَنِ الشافعي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ أما استماع الحداء ونشيد الأعراب فلا بأس به قَالَ المصنف رحمه اللَّه ومن إنشاد العرب قول أهل المدينة عند قدوم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليهم:

طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داعى

ومن هَذَا الجنس كانوا ينشدون أشعارهم بالمدينة وربما ضربوا عَلَيْهِ بالدف عند إنشاده ومنه مَا أَخْبَرَنَا بِهِ ابْنُ الْحُصَيْنِ نا ابْنُ الْمُذْهِبِ نا أَحْمَد بْن جَعْفَر ثنا عَبْد اللَّهِ بْن أحمد ثنا أَبُو المغيرة ثنا الأوزاعي ثني الزهري عَنْ عروة عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أن أبا بَكْر دخل عليها وعندها جاريتان فِي أيام منى تضربان بدفين ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسجي عَلَيْهِ بثوبه فانتهرهما أَبُو بَكْر فكشف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وجهه وقال: "دَعْهُنَّ يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ" أخرجاه فِي الصحيحين.

قال المصنف رحمه اللَّه: والظاهر من هاتين الجاريتين صغر السن لأن عائشة كانت صغيرة وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسرب١ إليها الجواري فيلعبن معها وقد أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر نا أَبُو الْحُسَيْن بْن عَبْدِ الجبار نا أَبُو إِسْحَاق البرمكي أَنْبَأَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن جَعْفَر ثنا أَبُو بَكْر الخلال أَخْبَرَنَا منصور بْن الوليد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد حدثهم قَالَ قلت لأبي عَبْد اللَّهِ أحمد بْن حنبل


١ في الثانية: وهو تفسير يسرب.

<<  <   >  >>