قَالَ المصنف رحمه اللَّه: قلت وهذه القصة إن صحت فَإِن فِي الروايتين بعض من يتهم فَإِن اللاطم إبليس وَهُوَ الذي هتف به لأن اللَّه تعال أباح الصيد فلا يعاقب عَلَى مَا أباحه وَكَيْفَ يقال لَهُ تعمد إِلَى من يذكرنا فتقتله وَهُوَ الذي أباح لَهُ قتله وكسب الحلال ممدوح ولو تركنا الصيد وذبح الأنعام لأنها تذكر اللَّه تعالى لم يكن لنا مَا يقيم قوى الأبدان لأنه لا يقيمها إلا اللحم فالتحري من أخذ السمك وذبح الحيوان مذهب البراهمة فانظر إِلَى الجهل مَا يصنع وإلى إبليس كيف يفعل أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز نا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثابت نا عَبْد الْعَزِيز بْن عَلِيٍّ الأزجي ثنا عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ الهمداني ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَر ثنا أحمد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الملك قَالَ سمعت شيخا يكنى أبا تراب يَقُول قيل لفتح الموصلي أنت صياد بالشبكة ولم تصد شيئا إلا وتطعمه لعيالك فلم تصد وتبيع ذلك الناس فَقَالَ أخاف أن أصطاد مطيعا لله تعالى فِي جوف الماء فأطعمه عاصيا لله عَلَى وجه الأَرْض.
قَالَ المصنف رحمه اللَّه: قلت أن صحت هذه الحكاية عَنْ فتح الموصلي فهو من التعلل البارد المخالف للشرع والعقل لأن اللَّه تعال أباح الكسب وندب إليه فَإِذَا قَالَ قائل ربما خبزت خبزا فأكله عاص كان حديثا فارغا لأنه لا يجوز لنا إذا أن نبيع الخبز لليهود والنصارى.