للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤- المعلم بطرس كرامة:

وهو من شعراء سوريا في عهد محمد علي، وُلِدَ في حمص سنة ١١٨٨هـ ١٧٧٤م، وجاء لبنان واتصل بالأمير بشير الشهابي، وتُوفِيَ سنة ١٢٦٨هـ ١٨٥١م، ومن شعره يصف ينبوع الصفا، وقد مد "بيت الدين" مقر الأمير بشير بماء هذا الينبوع:

صاح قد وافى الصفا يروي الظما ... بشرابٍ كوثريّ العس "كذا"

وأفاض الشهد في روض الحمى ... لجلا الغم وبرء الأنفس

حبذا الفوار عنه حين راق ... فأرانا ماؤه ذوب اللجين

نَزَّه القلب عن الهم، وراق ... بسنا صافي صفاه كلّ عين

نثره الدر بفيض واندفاق ... وسقى الوراد أهنا الأطيبين

قد جرى عذبًا فأغنى الندما ... بزلال من رحيق الأكؤس

وعلى الأغصان أبقى النِّعَما ... فزهت مثل ندامى العُرُس١

وقال يصف باقة زهر أهداها له الأمير بشير:

وقال يصف باقة زهر من ميلك منحتها ... معطرةَ الأرواح مثلَ ثنائه

فأبيضاها يحكي جميل خصاله ... واصفرُها يحكي نضار عطائه

وأزرقها عين تشاهد فضله ... وأحمرها يحكي دماء عدائه


١ قد نظم الشاعر هذه القصيدة على منوال الموشح الأندلسيّ المشهور, لابن سهل الإشبيليّ, ومطلعه.
جادك الغيث إذا الغيث همى ... يا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلّا حلمًا ... بالكرى أو خلسة المختلس

<<  <  ج: ص:  >  >>