لم أزل منذ صدرت الطبعة الأولى لهذا الجزء من الكتاب عام ١٩٤٨, أواصل دراسة الأدب الحديث، وأبحث عن مصادره، وقد تسنَّى لي في هذه الحقبة الاطلاع على كثير من المراجع، وإني أتقدم اليوم بالطبعة السابعة إلى قراء العربية, وفيها زياداتٌ كثيرةٌ في كل بابٍ من أبواب الكتاب، وإفاضةٌ في تراجم الشعراء والكتاب.
على أن هذه المرحلة من الأدب الحديث لا تزال في حاجةٍ إلى الدراسة، واستقصاء المصادر، حتى تظهر واضحةً مجلوَّةً لدارس الأدب، فلست أزعم أن الكتاب قد بلغ الكمال أو قاربه، وإني سأظل عاكفًا على الاستزادة من الأدب الحديث, حتى أبلغ بالكتاب الغاية التي أصبو إليها -إن شاء الله.
ومما يحفزني على ذلك, ما وجدته في جمهرة القراء من تشجيع؛ حتى نفدت الطبعات السابقة في أمدٍ وجيزٍ, على الرغم مما تلاقيه الكتب الأدبية من انصراف عنها، وزهد فيها, وإني أقابل هذا التشجيع بالشكر راجيًا أن يوفقني الله إلى إرضاء العلم وجمهور الأدباء، وطلاب البحث، والله الموفق للصواب.