للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عرابي الخطيب الزعيم]

لقد أجمع الذين شهدوا عرابي خطيبًا، وحادثوه على أن جودة الكلام أهم مزاياه، وأنه كان محدثًا لبقًا ذا خلبةٍ وسيطرةٍ على النفوس، وأنه كان خطيبًا فصيحًا ذا تأثير كبير على سامعيه، وأن ذلك كان أكبر مقومات شخصيته.

يقول ماليت: "كان لحديثه أحسن وقع في النفوس"١، وكان مراسل التيمس يسميه: "الداعي الفصيح إلى الحرية العربية٢"، ويرى بلنت "أنه كان فصيحًا قادرًا على شرح آرائه باللغة التي يفهمها مواطنوه ويحبونها, ومن ثَمَّ كان له نفوذ كبير٣"، ويقول جريجوري: "ويظهر في بادئ الأمر أنه ثقيل، إلى أن يتأثر فتتقد عيناه، ويتكلم بشهامة، وأخبرني الذين يعرفون اللغة العربية أن فصاحته أشهر من أن تنكر٤".

أما الشيخ محمد عبده: فكان يزدريه ويقول عنه في قصيدته التي هجاه بها:

وقائد الجند شهم في مكالمة ... أشل قلبًا إذا الهيجا تناديه

ومع ذلك يشهد له بأنه "كان أجرأ إخوانه على القول، وأقدرهم على إقامة الحجة٥".

وعلى الرغم من أن الرافعي قد أنكر بعض مزاياه، فلم يسعه إلّا أن يعترف بقدرته الخطابية حيث يقول: كل ما امتاز به هو لسان ذلق، وصوت جهوريّ


١، ٢ تاريخ المسألة المصرية, تيودور روتشين ترجمة العبادي وبدران ص١٤٢.
٣ التاريخ السري, ص٩٩.
٤ الوطن: العدد ٢١٤.
٥ تاريخ محمد عبده لرشيد رضا, ج١ ص١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>