طه أبو قاسم المبعوث من مضر ... إلى البرية من عرب ومن عجم
ويصف حال الدنيا قبيل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما كانت عليه من الفوضى والاضطراب والظلم، وما كان عليه الناس من جهل مطبق، فقد أضلهم الشيطان وأعمى أبصارهم وبصائرهم فاتخذوا من الحجارة آلهة لا يملكون لهم ضرًا ولا نفعًا، وهام بعضهم بالأفلاك، وآخرون بالنار.
تفرقوا شيعًا في الكفر وانقسموا ... شتى فباءوا بما يخزي من القسم
هذا عن الحق بالأفلاك في عمه ... وذاك بالنار عن نور الجلال عمى
وذا يؤله من لا يستجيب له ... من ناطق بشرًا أو صامت صنم
أضف إلى كل هذا كثرة الأحقاد، واستبداد الملوك والرؤساء، واستعباد الرعية، ثم يصل من هذا إلى أن رحمة الله شملت العالم، فجاء محمد بن عبد الله يهديهم إلى سواء السبيل، ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن الله، ويتكلم عن مولده، وأن ليلة ولادته كانت وحيدة في الزمن.
تنفست عن سنا شمس الوجود بدا ... في موكب من جلال الله منتظم
روح الحياتين نور القريتين إما ... م القبلتين صفي الله في القدم
ويمضي في وصف الرسول وتعداد شمائله الكريمة، وكيف ربى يتيمًا، وكيف نما وترعرع بعيدًا عن جنف الإثم، ودنس الأوثان ومساوئ الجاهلية، وكيف تعبد وتحنث بغار حراء، وحتى أتاه الوحي الكريم من الله العظيم.
بالنور بالحق بالعرفان أرسله الله ... الذي علم الإنسان بالقلم
وتذكر صراعه مع الكفار في سبيل نشر دعوته، وكيف تحداهم بكتاب الله وآياته المحكمات حتى خرست ألسنتهم، وهم المشهورون بالفصاحة والبيان.
لم يبق حين تحداهم به لسن ... إلا تردى شعار العي واللسم١