وقد وصف البكري في هذه القصيدة الجزيرة وخروج النساء للنزهة بين أرجائها من مركباتهن وقد أبدع في الوصف حين قال:
عجلاتها فلك ... بأشباه النجوم يدور
من كل خركاة ... بحسناء تضيء وتقمر
فكأنها المشكاة ... والمصباح فيها يزهر
والخركاة مركبة النساء في المواكب، وتصويره المركبة بأنها كالمشكاة والحسناء فيها كالمصباح تصوير طريف، وتراه بعد ذلك يصف حديقة الحيوان:
فيها النعامة والحبا ... رى والمها والقسور
كسفين نوح أظهرت ... ما كان فيها يضمر
وترى الغصون على الأرا ... ئك تلتوي فتشجر
وجداول كسبائك ... بسنا الأصيل تعصفر
وقد نظر في البيت الأخير إلى قول الشاعر: "ذهب الأصيل على لجين الماء"
ماء كبلور يذو ... ب وأدمع تتقطر
يروي القطا الكدري منه ... وينتحيه الجؤذر
في حافتيه الورد والنـ ... ـسرين والنيلوفر
وعليه من نسج الصبا ... درع هناك ومغفر
وفي هذا المعنى قال ابن المعتز يصف روضًا:
فكأن الروض وشى ... بالغت فيه التجار
نقشه آس ونسر ... ين وورد وبهار
وقال في وصف غدير:
غدير ترجرج أمواجه ... هبوب الرياح ومر الصبا