وتمنى غيرهم لو جعلت ... في جبين الليث أو قلب الفلك
وصواب القول لا يجهله ... حاكم في مسلك الحق سلك
إنما المرأة مرآة بها ... كل ما تنظهر منك ولك
فهي شيطان إذا أفسدتها ... وإذا أصلحتها فهي ملك
إذا كان الشدياق قد وضع أسس المقالة الحديثة في الجوائب، وهجر الأسلوب المرصَّعَ المسجوع في الكتابة الصحفية، واقتفى أثره كثيرون شغلوا بالصحافة، ورأوا ذلك أدنى لأن يفهموا من جمهرة القراء، وأسرع في الإبانة عن المعاني الكثيرة التي يريدون الإفضاء بها واستقصاءها، فإن فضل أديب إسحق على الأسلوب الأدبيّ لا ينكر، وقد قلده كثيرون ممن كتبوا المقالة، وكانوا من أنصار الشدياق بادي الأمر، وعلى نهجه جرى جبران، ونجيب حداد, وغيرهما من أفاضل السوريين، ولكن الصحافة لم تحتمل هذا الأسلوب، ورجعت إلى البساطة في التعبير، وإن ظلَّ أسلوب أديب الذي أحيا به كتابة القرن الرابع نموذجًا للأدباء في أواخر القرن الماضي، وأوائل القرن الحاضر.
ومن السوريين الصحفيين سليم الحموي, صاحب جريدة "الكوكب الشرقيّ" سنة ١٧٨٣، ولكنها كانت قصيرة العمر, ومنهم سليم وبشارة تقلا، وقد أصدرا "الأهرام" بالإسكندرية سنة ١٨٧٥, وقد لاقت أول أمرها عقبات جمة،