ابن فريغون، ومن رباط كروان إلى غرج الشار «١» ومنها إلى هراة، فهذا الذي يطوف بالغور كلها مسلمون، وإنما ذكرناها لأنها فى وسط الإسلام.
وأما سرخس فإنها مدينة بين نيسابور ومرو، وهى فى أرض سهلة، وليس لها ماء جار إلا نهر يجرى فى بعض السنة ولا يدوم ماؤه، وهو فضل مياه هراة، وزروعهم مباخس، وهى مدينة على نحو النصف من مرو، وهى عامرة صحيحة التربة، والغالب على نواحيها المراعى، وهى قليلة القرى، ومعظم أملاكهم الجمال، وهى مطرح لحمولات ما يحيط بها من مدن خراسان، وماؤهم آبار، وأرحيتهم على الدواب «٢» ، وأبنيتها طين. وأما نسا فإنه اسم المدينة، وهى خصبة كثيرة المياه والبساتين، وهى فى الكبر نحو سرخس، ولهم مياه جارية فى دورهم، وسككهم نزهة جدا، ولها رساتيق واسعة خصبة، وهى فى أضعاف الجبال. وفراوة ثغر فى البرية فى وجه الغزيّة «٣» ، وهى منقطعة عن القرى وفيها منبر، يقيم بها المرابطون وهم عدد يسير، إلا أنهم يرجعون إلى عدة وافرة ينتابها الناس، وهى رباط اسمها فراوة ليس بها قرية، ولا تتصل بها عمارة، ولهم عين ماء تجرى للشرب فى وسط القرية، وليست لهم بساتين ولا زروع إلا مباقل على هذا الماء، وأهلها دون ألف رجل.
وقوهستان من خراسان على مفازة فارس، وليست بها مدينة بهذا الاسم، وقصبتها قاين «٤» ، ولها من المدن ينابذ والطّبسين وتعرف بكرى وخور وطبس ويعرف بطبس مسينان، فأما قاين فهى من الكبر نحو سرخس، وبناؤهم من طين، ولها قهندز وعليه خندق، والمسجد الجامع ودار الإمارة فى القهندز، وماؤهم من القنىّ، وبساتينهم قليلة، وقراها متفرّقة، وهى من الصرود. وأما الطبسين «٥» فإنها مدينة أصغر من قاين، وهى «٦» من الجروم، وبها نخيل وعليها حصن، ولا قلعة لها «٧» ؛ وبناؤها طين، وماؤها من القنىّ، ونخيلها أكثر من بساتين قاين.
وأما خور فإنها أصغر من الطبسين «٨» ، وهى بقرب خوست، وليس بخوست منبر، وإنما المنبر بخور، وبناؤها من طين، وليس لها حصن ولا قلعة «٩» ، ولها بساتين قليلة، وماؤهم من القنىّ، وبها ضيق فى الماء، وأهلها أهل سوائم، وهى على طرف المفازة، وليس لهم بساتين. وأما ينابذ فإنها أكبر من خور، وبناؤها من طين، ولها قرى ورساتيق، وماؤها من قنىّ. والطّبس أكبر من ينابذ، وماؤها من القنىّ، وبناؤها طين، ولها حصن خراب