للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان لا بد للكتاب من أن يتعرض لفكرة "الجهاد" في الإسلام كمظهر واضح من المظاهر التي تجعله دين "جماعة"، وليس دينا "لمجموعة" من الناس، مما لا يساعد على الوقوف بالإسلام عند حد "الدين" في عرف الغربيين.

وقد تعرض لها فعلا، وشرحها أخيرا على أنها من خصائص، الزعامة النبوية"، فهي إذن موقوتة بوقتها, ولذا فقد انتهى أمر "الجهاد" بوفاة صاحب هذه الزعامة، وانتهت بذلك شخصية "الجماعة" الإسلامية، وبقي المسلمون بعد وفاته أفرادا، يختار كل فريق منهم الاتجاه السياسي الذي ينزع إليه ... ولو كان اتجاها شيوعيا.

وهذا الذي ينتهي إليه الكتاب من نتيجة، هو ذات النتيجة التي ينتهي إليها تفكير السير "أحمد خان" ومذهب "القاديانية" ... من إلغاء الشخصية الإسلامية.

وهذه النتيجة أو هذا الهدف، هو دائما المركز الذي تلتقي عنده معاول الهدم باسم الدراسات الإسلامية في دراسات المستشرقين.. على نحو ما بينا، ونبين فيما بعد.

الإسلام دين لا دولة:

وفكرة: "الإسلام دين لا دولة" أولى النقط في تفكير الكتاب، أو بمثابة الدعوى التي يطلب البرهنة عليها. ويضعها الكتاب لذلك في صيغة السؤال، حتى يجيب عليه بما يريد أن يبديه من رأي، فيقول: "فاعلم أن المسألة الآن هي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان صاحب دولة سياسية ورئيس حكومة، كما كان رسول دعوة دينية وزعيم وحدة دينية ... أم لا؟؟ "١.

والسؤال على هذا النحو، يفرق من أول الأمر بين "دين"، و"دولة" ... والجواب عليه محاولة لاختبار الإسلام على أساس من هذا الفرق، الذي أخذ الآن مقدما صفة الجزم أو اليقين في تفكير الكتاب!


١ الإسلام وأصول الحكم: ص٤٧.

<<  <   >  >>