للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحدها التي تمنعنا من ذلك، ولكن مع الكتاب والسنة، حكم "العقل"، وما يقضي به معنى الرسالة وطبيعتها.. إنما كانت ولاية محمد -صلى الله عليه وسلم- على المؤمنين ولاية الرسالة، غير مشوبة بشيء من الحكم"١.

ومن هذا التعليق يفهم: أن كتاب: "الإسلام وأصول الحكم" يرى أن الإسلام "دين" بالمعنى المحدد عند المسيحيين الغربيين، أخذا من وصف القرآن له في هذه الآيات بأنه "دين الحق" ... وهكذا يستدل المؤلف على هذه الدعوى.

ولكن ترى كيف يكون المعنى، إذا أضيف إلى هذه الآيات آيات أخرى هي من صميم القرآن؟

ومن ذلك مثلا:

قوله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} ٢.

وقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} ٣.

ترى أيبقى الإسلام في حدود المعنى الغربي "للدين"، والذي أنس إليه كتاب "الإسلام وأصول الحكم" هنا في تفسير الإسلام؟!

أم يكون تفسير الإسلام الصحيح باعتباره رسالة من السماء، فلا يحكمه سوى كتاب الله، وهو القرآن؟؟

- الآيات التي ساقها الكتاب يؤخذ منها حقا أن الإسلام: هداية، ودعوة وإرشاد.

- وفي الآيات الأخرى -التي سيقت هنا الآن- ما يدعو صراحة على أنه أيضا: كتاب للحكم به بين الناس.


١ الإسلام وأصول الحكم: ص٩٠.
٢ المائدة: ٤٩.
٣ النساء: ١٠٥.

<<  <   >  >>