للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن مرد هذا الاضطراب، وسبب هذا الاضطراب هو في قبول فكرة الغرب أولا، ثم محاولة إخضاع الإسلام لها.

الزعامة النبوية:

ويبدو لأول نظرة أن التعبير بـ"الزعامة النبوية" مستحدث في اللغة العربية.

وهو فعلا جديد فيها، ولكنه في واقع الأمر بديل عن تعبير آخر هو "صاحب الحكومة الدينية" الذي يردده المستشرقون في وصفهم للرسول.

فالمستشرق جب "Gibb كما ذكرنا هنا قبلا١ يقول: "إن هناك حقيقة واحدة مؤكدة "في تاريخ محمد" وهي أن الدافع له كان دينا على الإطلاق، فمن بدء حياته، كداع، كانت نظرته إلى الأشخاص والأحداث، وحكمه عليها، نظرة تأثر بما عنده من: صورة عن الحكومة الدينية، وأغراضها في عالم الإنسان.

ويعلل جب انطباع صورة الحكومة الدينية وأغراضها في عالم الإنسان في نفس الرسول -صلى الله عليه وسلم، بجو مكة السياسي والاقتصادي والديني، وما فيه من زعامة تقوم دعامتها السياسية على صيانة المقدسات الدينية في مكة وما حولها٢! والرسول في نظر جب -كبقية المستشرقين- إنسان سعى إلى "الزعامة" في مكة، عن طريق استغلاله قيم المقدسات الدينية لدى الشعب المكي، فقد كان يبغي حكومة ويبغي زعامة، ولكنه لم يستطع أن يغفل شأن الجو الديني، إذ ذاك، فأعلن حكومة دينية وهو بالمدينة بعد هجرته من مكة إليها ... من أجل ذلك غزا وحارب، وعاهد وتخالف.

فالدراسات الإسلامية في "الاستشراق":

- تعيب الإسلام كـ"دين" لما جاء فيه من نظم سياسية.


١ راجع ص١٦٤ من هذا الكتاب "الفكر الإسلامي الحديث".
٢ راجع صفحات ١٦١، ١٦٣ من هذا الكتاب "الفكر الإسلامي الحديث".

<<  <   >  >>