للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وما وضعه من مبدأ "الجهاد" خاصة لصيانة الجماعة الإسلامية.

- وهذه الدراسات تفسر الإسلام لذلك على أنه "حركة إصلاحية إنسانية".

- وبالتالي تفسر هذه النظم السياسية فيه على أنها "خارجة" عن نطاق الدين. وليست من طبيعته.

وكتاب: "الإسلام وأصول الحكم" يرغب في أن يتفق مع هذه الدراسات على أن هذه النظم السياسية خارجة عن نطاق الدين، وليست من طبيعته، ولكنه لا يبرر أخذ النبي بها في تدبير أمر جماعة المؤمنين بأنه لم يكن صاحب دين سماوي، أو بأنه كان فقط صاحب حركة إصلاحية إنسانية كما يشرح المستشرقون.. إنه يريد أن يبقى للإسلام صفة "الدين" ثم ينزع منه سمة القوة والحكومة والنظم السياسية، ويجعلها ملحقة بالدعوة الدينية على أنها من مستلزمات ما سماه: "الزعامة النبوية" ... وهنا إذن فرق بين "الدعوة الدينية" و"الزعامة النبوية" على نحو ما يسأل الكتاب ويجيب.

يقول:

"فهل كان تأسيسه -صلى الله عليه وسلم- للمملكة الإسلامية, وتصرفه في ذلك الجانب خارجا عن حدود رسالته -صلى الله عليه وسلم، أم كان جزء مما بعثه الله له وأوحى به إليه.

"فأما أن المملكة النبوية عمل منفصل عن دعوة الإسلام، وخارج عن حدود الرسالة، فذلك رأي لا نعرف في مذاهب المسلمين ما يشاكله، ولا نذكر في كلامهم ما يدل عليه، وهو مع ذلك رأي صالح لأن يذهب إليه، ولا نرى القول به يكون كفرًا وإلحادًا"١.

ولكن، ترى هذه المملكة، أو هذه "الزعامة الدينية" التي تخرج عن نطاق الرسالة، وتخرج عن نطاق الوحي الإلهي.. هل كانت ضرورة لصالح الرسالة، أو هي ضرورة لإقامة حكم وتثبيت دولة سياسية "دنيوية"؟؟


١ الإسلام وأصول الحكم ص٥٥.

<<  <   >  >>