والرذيلة، في أنها تخضع لظاهرة التغير، وأنها تتبع دائما البيئة المادية الاقتصادية وحدها ... كما يرى مثل هذا النص:
"إن الفهم العصري للنفس البشرية, يدل على أنها موقوته خاضعة للزمان والتغير والموت خضوع البدن, وأن العقل ليس شيئا سابحا في الهواء, وإنما هو مرتبط بالمخ كارتباط النور بالسلك الكهربائي ينبعث منه ... ليست هناك نفس منفصلة عن الجسم، إنها كالحرارة المنبعثة من الفرن, إذا انطفأ الفرن وتحول إلى رماد، انطفأت وضاعت ... إن العقل والجسم ينموان معا، ويفسدان معا"١.
ب- تحرير المرأة:
وعلى أساس من المبدأ الماركسي في التغير والانتقال من حال إلى حال، وعلى أساس من تبعية القيم المعنوية للمادة -وللجانب الاقتصادي في الحياة على وجه أخص- تقوم الدعاية الشيوعية في الأوساط غير الماركسية، بطلب رفع "الحواجز" وبتحرير المرأة في نفسها وفي وضعيتها في المجتمع، بحيث لا يبقى اعتبار للتفريق بين ما يسمى علاقة شرعية وما ليس بشرعي في صلة المرأة بالرجل، وفي النظرة إليها في ممارسة ما تنادي به طبيعتها كفرد، وفيما تنتجه للدولة كعضو في المجتمع ... هذا هو الأساس العام الذي تقوم عليه الدعاية الشيوعية فيما يتصل بالمرأة.
ولكن صياغته تختلف باختلاف المجتمع الذي تتسرب إليه، كي تقبل هذا الأساس بادئي ذي بدء, ثم تتدرج إلى أن تصل في وضوح إليه مكشوفا غير مقنع!! وإذن يكفي بالنسبة للمجتمع الشرقي الإسلامي أن تكون البداية على النحو الآتي:
"هل صحيح أن الغيرة على الفضيلة والتقاليد هي التي تحفزنا إلى مقاومة التطور، والكيد للمرأة؟؟ إن يكن ذلك، فما أحوجنا إذن إلى تحديد معنى الفضيلة والرذيلة ومعرفة مدى ما يجب على الأمم أن تقدمه للتقاليد من طاعة وولاء. إن الفضائل الاجتماعية والقيم العليا التي تنظم حولها حياة المجتمع وتناط بها وجهته، ليست التي يرتضيها فرد أو جماعة من الناس، وتلائم تفكيرهم وإحساسهم، بل هي التي تنسجم مع القاعدة،