للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتسمو عن الشذوذ، والقاعدة هنا هي التطور، والشذوذ هو الرجعية والانتكاس.. فكل زحف إلى الوراء مهما يتسم بحسن النية وسذاجة القصد، ليس سوى رذيلة في ثوب تنكري خداع، وليس هناك إثم أشد، ولا خطيئة أفحش من مقاومة التطور, وإخضاع مستقبل الأمم لجهلها القديم"١.

أي تطور تعنيه هذه النشرة؟

إنه التغير ... وإنه تغير الماركسية وحدها!! إنه "الانقلاب" في معنى الفضيلة والرذيلة، وإخضاع هذا المعنى للحياة المادية الاقتصادية وحدها.. أن التطور هنا هو تحكيم "الجسمية" و"المادية".

وأي جهل قديم للأمم تعينه هذه النشرة أيضًا؟؟

هو طبعا ثبات القيم المعنوية واستقلالها عن التبعية للمادة، وهو تحديد وضع المرأة ووضع الرجل في الحياة، وتحديد العلاقة في الأسرة والعلاقة بين الجنسين على العموم ... هذا هو جهل الأمم، وذلك هو التطور المنشود.

ولكن هذه الدعاية قد تفصح عن ذلك إفصاحا أكثر على نحو:

"والخير والشر خضعا لناموس التطور، فتغيرت معاني الرذيلة، ومعاني الفضيلة، كانت المرأة رمزا للشيطان, وكانت الغريزة الجنسية خطيئة تحمل أوزارها المرأة وحدها، فأصبحت المرأة نصفا مكملا للرجل، وأصبحت الغريزة الجنسية حالة فسيولوجية تنظم لصالح المجتمع ومسرة أفراده"٢. وهذا التطور الذي يعنيه النص السابق.

ومعنى ذلك: ليس هناك خطيئة في صلة المرأة بالرجل على أي نحو.. فلقد أصبحت نصفا مكملا له، أي: متساوية معه في التصرف والفعل! ثم إن الاتصال الجنسي في ذاته لا ينظر إليه الآن على أنه مصدر تنفيس للمرأة والرجل سواء كأفراد, وكذا على أنه مصدر ثروة قومية تستغل وتنظم لصالح المجتمع، فهو فضيلة في المجتمع الحديث في أية صورة.


١ "من هنا نبدأ": ص١٨٦.
٢ "الله والإنسان": ص٢.

<<  <   >  >>