للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكثيرا ما يتصل بتفضيل العمل البدني على العمل العقلي إثارة العمال ضد أصحاب المزارع والمصانع، أو تحميسهم لمعاونة الانقلاب نحو الجماعة ذات الطبقة الواحدة "الشيوعية" ... من نحو:

"وكان "خادم ابن خلدون" أبو الحسن ثرثارا عظيما يحتقر الصناع ويحتقر أكثر من الصناع: العتالين، وأما تقديره للفلاحين فأسوأ ما يكون وكان الخادم ينتظر كلمة من مولاه ليصب احتقاره على الصناع، قال:

"مولاي! هذا الصنف من الناس لا يمكن أن يعود إلى الشغب بعد أن تكلمت السياط! وكان أبو الحسن عبدا اشترته عائلة عبد الرحمن "ابن خلدون" وهو طفل، وعلموه أن الدنيا هرم: في القاعدة أرض، وفلاحون، وصناع، وفي أعلى سادة، وما دام أنه عبد عائلة كبيرة فهو فوق! "١.

والمؤلف لم يفرق هنا بين عادة تكونت -إن كان على نحو ما يصف من المبالغة- وبين رأي الإسلام، وللرسول -صلى الله عليه وسلم- حديثه الصحيح: "إخوانكم خولكم ... " فهو قد أوصى برعاية الخدم، بأن جعلهم إخوانا لمخدوميهم في الإحساس والشعور، قبل المعاملة والرعاية.

وكذلك من نحو:

"لقد اكتشفت حقائق مؤلمة ومخجلة!! ففي بعض التفاتيش وجد الرجل يستأجر بخمسة قروش في اليوم، بينما يستأجر الحمار بعشرة قروش ... ومعنى هذا: أن المساواة لم تتحقق بعد، بين الإنسان المصري والحمار المصري٢.

وإذا أقيمت الجسور، فالفلاحون هم الذين يقيمونها، وإذا شقوا الترع فالفلاحون هم الذين يحفرونها، ويرفعون ترابها، ويطهرونها، وإذا جاء الفيضان وغرقت القرى، فالفلاحون هم الذين يغرقون أو يفرون إلى سفوح الجبال الشرقية وأطراف الصحراء الغربية، وإذا جاء القحط فعلى الفلاحين أن يموتوا، وإذا انتزع مملوك إقطاعية مملوك آخر، انتقل


١ المصدر السابق: ص٢٢، ٢٤.
٢ "رجل في القاهرة": ص٤٩.

<<  <   >  >>