للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفلاحون مع الأرض تابعين لها؟ فالسيد هو سيد، وأما هم فيلحقون بالأرض"١.

والحديث عن تمجيد العامل وإثارته هو حديث في الجملة عن الجماهير ... وتتصل بالجماهير لغتهم، وفنهم، ولذا ترى الدعاية الشيوعية تعنى بتمجيد اللغة العامية، وبالفن الشعبي، على نحو ما نقرأ هنا:

"وما رأيك في أني سمعت بلسان عامة الأندلس، وبلسان عامة البربر في المغرب، أعذب الأشعار وأصدقها؟؟ أتريدني أن أنكر ما سمعت أذناي، أم أنك أصبحت متعصبا للنحو والصرف؟؟ إني لا أعتقد بأنك وأصحابك هؤلاء الذين أسمعوني أخبارا متصلة بالحياة، يمكن أن تموت فيكم حاسة الذوق, فتقولون -كالذين ماتت أذواقهم- ليس للعامية لغة وللعامية شعر أو بلاغة٢.

"وطرب لقصائد الهلالية، ورأى في هذا الشعر العامي خطا من نور، كان هو البادئ في التقاطه وتسجيله في ذلك السفر العظيم، الذي أسماه "المقدمة والذي لم يكن متكبرا حين قال عنه: إنه لا يعرف له سابقة في التفكير الإسلامي ولم يقع على شيء قريب منه وإنما هو إلهام خلق جديد! "٣.

التفسير المادي الاقتصادي للتاريخ:

ومكافحة القيم المعنوية، وتغير الأخلاق, تبعيتها للحياة الاقتصادية، وتحرير المرأة في غير حد إلا حد "الإنتاج"، وتمجيد العمل البدني وإبراز تفوقه في القيمة على العمل العقلي.

تلك هي عناصر الدعاية الشيوعية في الأدب العربي المعاصر، وهي نفسها قوام الدعاية الشيوعية في كل أدب إنساني قائم في عصرنا الحاضر.


١ "من هنا نبدأ": ص٩٨.
٢ المصدر السابق: ص٦١.
٣ المصدر السابق: ص٦٤.

<<  <   >  >>