للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع الأسف إنها لا تؤمن بالحرية، ولا بالكرامة، ولا بأمثال هذه "المثاليات" إنها لا تؤمن إلا بالجسد، وبحيوانية الجسد.. وتكفر بإنسانية الإنسان وبخالق الإنسان معا، وهو الله جل شأنه.

الشيوعية إفلاس في الجماعة.. وأمار يأس في التفكير الماركسي:

الدين يطلب "التوازن" إذ تطلب العدالة.. والماركسية ترى أنها تطلب "التوازن" إذ تطلب تمليك الدولة دون الأفراد.

ولكن الفرق بين الماركسية من جانب، وبين الدين والفلسفة من جانب آخر هو:

- أن التوازن الذي تطلبه الماركسية هو "سلب الجميع" لما يملك الجميع، من كل شيء, من مال وإنسانية على السواء.

- بينما التوازن الذي يطلبه الدين هو: التوازن في الفرد بين ثنائيته١. وفي المجتمع بين طبقاته، بحيث يكون للفرد الحرية ولكن في نطاق الإنسانية ويكون في المجتمع تفاضل ولكن في غير طغيان.


١ هناك ثلاث عبارات وردت في تاريخ الفلسفة، تعبر عن "التقابل" هي: "التضاد" و"الثنائية" و"النقيض".
- وقد عرف التعبير بالتضاد: في الفلسفة الطبيعية القديمة واستخدمه "النظام" المفكر الأديب المعتزلي في الإسلام, في الاستدلال على وجود الله فهو يقول: إن في هذا العالم أشياء متضادة بالطبع، كالحار والبارد واليابس والسائل، والمظلم والمضيء، وهكذا ولكنها مع ذلك مجتمعة ومقهورة على غير طباعها، فإذا كان الامر كذلك فلا بد وأن يكون هناك قاهر لها، قاهر لتلك الأشياء المتضادة، وجامع بينها لتؤدي غاية سامية، وإذن تكون تلك المتضادات قد جرى عليها القهر، وما كان كذلك فهو ضعيف وقاهره قوي، وضعفه دليل حدوثه فإذا كان المقهور حادثا فالقاهر هو القديم.
- وعرف مبدأ "الثنائية" في الفلسفة الأرسطية، بين الصورة والمادة، وإن كان عرف قبله عند أستاذه "أفلاطون" بين المثال وظل المثال، ولكن أمر هذه الثنائية كان أوضح عند "أرسطو" منه عند "أفلاطون".=

<<  <   >  >>