للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتوازن الذي تطلبه الفلسفة المثالية أن تكون للدولة قيمة عليا، ولكن يكون الفرد مع ذلك هو صانع الدولة والمجتمع معا, ولذا يجب على الفرد أن يكون عضوا حرا في المجتمع, وعلى المجتمع أن يصون حريته ويرعى مصالحه.

فتوازن الدين والفلسفة ... توازن "توزيع" و"تقابل" لا توازن "سلب" ثم "تسخير"!!


=
- ومبدأ "النقيض" أعمق لمبدأ الثنائية ومبدأ التضاد فالتضاد استخدم كمبدأ للتقابل بين الأشياء, أي: إن شيئا من الأشياء يقابل شيئا آخر منها، وهكذا أشياء هذا العالم متقابلة في ذواتها، ومبدأ الثنائية لم يقف بالتقابل عند علاقة الأشياء بعضها ببعض، كمبدأ التضاد، بل تجاوز ذلك إلى أجزاء الشيء الواحد، وأصبح هناك في الشيء الواحد تقابل بين أجزائه، كالتقابل بين النفس والجسم في الإنسان، وهناك فرق آخر بين التضاد والثنائية، هو أن التضاد "جامد"، يكشف فقط عن وجود تقابل بين شيئين لا يصير أحدهما ولا يتحرك نحو الآخر والثنائية كما تكون على هذا النحو، تكون بين أمرين متقابلين في ذاتهما، ولكن يسعى ويتحرك أحدهما نحو الآخر، كالممكن والواجب، أما النقيض فهو ليس بين أجزاء الشيء الواحد، وإنما في طبيعته الواحدة، على أن يكون أحد طرفيه قائما بالفعل والآخر يتحول إليه الشيء كلية, بعد أن يذهب هذا القائم بالفعل ويفنى، ومن هنا كان النقيض مبدأ يقوم على "الحركة"، ويستلزم الصيرورة في الشيء الواحد صاحب الطبيعة الواحدة، وهو لهذا تطور في مبدأ الثنائية, الذي هو بدوره تطور لمبدأ التضاد.
- والمبادئ الثلاثة: التضاد، والثنائية، والنقيض، استخدمت في بحث الميتافيزيقا للاستدلال على وجود العلة العامة للكون، وفي بحث الدين للاستدلال على وجود الله، وانفرد مبدأ النقيض بأن استخدم النقيض أولا في الاستدلال على سابقيه في وجود العقل، وعلى استقلاله في الوجود عن الحسن, ثم وقف الاستدلال به عند الحس، دون العلة العامة في الميتافيزيقا، ودون الله في الدين، ودون العقل في الفلسفة العقلية، وانتهى أمره لبيان أن الأشياء المحسة تصير إلى نقيضها في استمرار، وأن طابع العالم التغير والتحول من طرف إلى مقابله تماما، وأن ما فيه لا يخضع للثبات بحال، سواء كان شيئا، أو قيمة، أو جماعة.

<<  <   >  >>