الماركسية تؤمن بمبدأي "النقيض" و"التغير" وتستعين بأحداث التاريخ الاقتصادية في التنبؤ بصيرورة العالم كله إلى الشيوعية، فإذا صار العالم إلى الشيوعية، أي إذا تم انتقال الثرورة من: المالك ... إلى الإقطاع ... إلى الرأسمالية ... إلى الدولة, عندئذ تكون قد تمت دورة "الانتقال في التمليك.
وبما أن طبيعة كل شيء له ثنائية، أو هو يحمل في نفسه نقيض نفسه، أي: له إمكان الانتقال من حال وصل إليها إلى حال آخر معارضة ومقابلة له -فـ"إمكان" استئناف الانتقال من "تمليك الدولة"، أي: من النظام الشيوعي، إلى تمليك الأفراد، قائم ومحتمل، والماركسية التي أقامت الشيوعية بناء على ذلك- عليها أن تترقب هي نفسها زوال الشيوعية، وفناؤها فيما يقابلها، وهو تمليك الأفراد. وعندئذ لا بد للعالم من أن يستأنف "دورة" أخرى في اقتناء الثرورة وتمليكها، ولكنها عندئذ دورة عكسية، أي: تبتدئ من "الدولة" المالكة، إلى الأفراد من جديد.
واستئناف العالم لدورة أخرى أمر حتمي, إلا إذا كانت الماركسية تؤمن بنهاية العالم كله، وعندئذ يبقى النظام الشيوعي إلى فناء العالم، لكنها تؤمن بالخلود للطبيعة المحسة، لأرض هذا العالم وما عليه من موجودات، وليس لله ولا للمثل العليا، فإيمانها بخلود الطبيعة من جانب، وبـ"الانتقال" المستمر من حال إلى حال فيها من جانب آخر يؤذن حتما بهزيمة الشيوعية في كفاح الطبيعة، وكفاح الوجود صاحب الثنائية.
الإسلام:
أما موقف الإسلام -من الأديان السماوية خاصة- في"توازن الجماعة" في الجانب الاقتصادي وفي تمليك الثروة، فقد وضع مبدأ "الميراث" بين جملة من المبادئ لضمان التوازن، إذ الميراث تفتيت لرأس المال، وهو بذلك يحول دون وقوعه في يد قلة تحتكره، وبالتالي يحول دون طغيان الرأسمالية، ومن جانب آخر هو تمليك لـ"الأفراد" لا للدولة ... وبذلك يحول دون حرمان الأفراد من التملك، كما يحول دون إذلال الأفراد لما يسمى "الدولة".