للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما حركة إقبال الفكرية فقد جاءت متأخرة في الميلاد، بعد قيام الاستعمار الغربي الصليبي في الشرق الإسلامي وتمكنه منه، وبالأخص في الهند وفي مصر بزمن طويل، وهي بالأحرى حركة واجهت اتصال الغرب الفكري بالشرق، عن طريق الاستعمار، دون أن تواجه هذا الاستعمار مباشرة، ولهذا لا تعتبر استمرارا لحركة الشيخ عبده، وإن اعتبرت مشاركة لها في الهدف.

محمد إقبال:

أبرز ما لإقبال١ من إنتاج يصور محاولته الفكرية الإصلاحية محاضراته الست التي دعي لإلقائها في مدارس سنة ١٩٢٨، وأكملها من بعد ذلك في إله آباد، وعليكره، وعنون لها بـ"تجديد الفكر الديني في الإسلام" The Reconstruction of Religious Thought in Islam وفي هذهالماحضرات يمكن للقارئ أن يقف على الدوافع التي دفعت إقبال لمحاولته الفكرية الإصلاحية، وعلى العوامل التي أثرت عليه في صياغة تفكيره ... وأخيرا على الفكر الرئيسية التي تتكون منها فلسفته الإصلاحية.


١ ولد في سيالكوت بالنجاب عام ١٨٧٣، في عائلة تعيش على الزراعة، نزح جدها الأكبر عن كشمير.
تلقى إقبال تعليمه في طفولته على أبيه، ثم أدخل مكتبا ليتعلم القرآن ثم التحق الصبي بمدرسة البعثة الاسكتلندية في سيالكوت في رعاية صديق لأبيه يدرس فيها، هو مولانا مير حسن وكان أستاذا أديبا متضلعا في الآداب الفارسية والعربية، وبعد أن حصل على شهادة الكلية الاسكتلندية بدرجة ممتاز، التحق بكلية الحكومة "بلاهور" حيث أتم دراسته. وهناك تتلمذ على المستشرق الكبير "سير توماس أرنولد"، ومن هذه الكلية حصل على درجتين علميتين كبيرتين.
وبعد أن أتم علومه في هذه الكلية: اختير لتدريس التاريخ والفلسفة في الكلية الشرقية بلاهور، ثم نصب لتدريس الفلسفة واللغة الإنجليزية بكلية الحكومة التي تخرج فيها.
وفي عام ١٩٠٥ التحق إقبال بكمبردج "في إنجلترا" ثم بهيدلبرج، ثم بميونيخ "في ألمانيا" حيث حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة بعد=

<<  <   >  >>