للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجود؛ على ما فيه من جزئيات، وعلى ما له من أصل عام وهو "الحقيقة الكلية".

- والدين إذن مكمل لتجربة الحس ... ولمصدر آخر ثالث من مصادر المعرفة الإنسانية، وهو التاريخ.

- وكل هذه المصادر الثلاثة جاء بها القرآن الكريم.

فما يذكره القرآن ... من الشمس، والقمر، وامتداد الظل واختلاف الليل والنهار، إمارة على طلب التجربة الحسية.

وما يذكره من اختلاف الألسنة والألوان، وتداول الأيام بين الناس هو طلب استخدام التاريخ في الكشف عن الحقيقة.

والآن -فيما أرى- قد اكتملت عناصر النظرة إلى "الوجود" عند "إقبال".

وبضم بعض هذه العناصر إلى بعض، تحس أنه يقصد إلى تعديل مفاهيم الفكر الصوفي الإسلامي، أو إلى تعديل المذهب الواقعي الغربي.

ولنا أن نعتبر نظرته هذه نوعا من المكافحة لسلبية التواكل في الجماعة الإسلامية، التي تسربت إثر خطأ في تصور بعض المبادئ الإسلامية.

وكذلك مكافحة لنزعة المذاهب الواقعية الغربية الإلحادية، التي جاءت إثر الغلو في تقدير الحس والحواس، والتجارب المشاهدة.

٢- الإسلام في توجيه الإنسان:

يرى "إقبال" أن الوجود كله عبارة عن ثلاث وحدات:

- "الذات الكلية" وهي "الله".

- و"الذات الفردية" وهي الإنسان.

- وعالم الواقع، وهو عالم الطبيعة.

<<  <   >  >>