وهو رجل معروف لنا, كان مديرا لمتحف الفن الإسلامي لسنوات طويلة.
وقد كتب تاريخا عاما لمصر الإسلامية مرتين.
وترجم كتاب الأيام لطه حسين، ويوميات نائب في الأرياف لتوفيق الحكيم ومجموعة قصص "بنت الشيطان" لمحمود تيمور.
وكتابه الذي ألفه مع "لوي هو تكور" عن مساجد القاهرة معروف. وهو الذي نشر جزءا كبيرا من خطط المقريزي.
وقبل أن يصدر كتابه الذي نعرضه اليوم نشر قطعة كبيرة من بدائع الزهور لابن إياس بعنوان لطيف: "يوميات رجل من الأوساط من أهل القاهرة".
وهو إذن رجل كان من المنتظر أن يعرفنا جيدًا.
وكنا نحسب أننا نعرفه جيدا.
- هذا الحقد القديم المتجدد:
ولكن كتابه هذا يدل على أننا كنا مخطئين في الأمرين معا:
فلا نحن عرفناه؛ ولا هو عرفنا كما ينبغي أن يعرف الناس الناس ...
وفي عرضه المجهد لتاريخنا فاتته أهم الحقائق التي سيرت هذا التاريخ:
استحوذت على اهتمامه حوادث السياسة والوقائع والحروب، فمضى يتابع قيام الدول وسقوطها والحروب ووقائعها.
وفاته أن للعرب والمسلمين تاريخا آخر غير هذه السلسلة الطويلة من وقائع السياسة والميادين.
فاته تاريخ المجتمع الإسلامي: كيف تكون وكيف قام, وتاريخ اللغة العربية كيف سارت من الخليج إلى المحيط، وتاريخ الحضارة الإسلامية، وهو في الواقع كتاب تاريخ أممنا جميعا ...
فليس بين فصول كتابه فصل واحد عن انتشار الإسلام وكيف كان؟!