وليس هناك سطر واحد عن لغة العرب وكيف أصبحت لغة الملايين؟!
ولا ذكر في كتابه لنواحي حضارتنا كل ما هناك هو أنه يقف في نهاية الكتاب، فيقول: إن حضارتنا ركدت بعد القرن الخامس عشر؛ لأنها لم تقم على أساس حضارة اليونان!
وهذا أعجب ما سمعناه من مؤرخ!!!
وهذا أغرب ما يمكن أن يقوله عالم له هذه الخبرة بتاريخ المسلمين!!!
إن صاحبنا يجري في تيار هذا الخيال الفرنسي الذي يعود إلى حضارة الإغريق بكل شيء، والمؤرخون في الدنيا كلها قد نزعوا عن ذلك الوهم الذي ساد الفكر الأوروبي إلى الحرب العالمية الأولى ...
لأن حضارة أوروبا اليوم ليست استمرارا لحضارة الإغريق، ولو كانت استمرارا لها لكنا نقول اليوم بهذا الشطط الذي قاله أفلاطون في "الجمهورية" داعيا إلى جعل الحكم في أيدي طائفة مختارة من الناس يتصاهرون فيما بينهم، ويلدون أطفالهم بصورة جماعية، ثم تربيهم الدولة محافظة على سلامة الجنس الممتاز!!! وماذا أقول؟ ألا يعرف المؤلف أن أحدا من الشعوب لم يدرس أرسطو كما درسناه، وأن قوما لم يهتموا ببطليموس كما اهتممنا به؟!!
ولكني أعود فأقول: إن المؤلف فرنسي، والفرنسي لا يفهم العربي أبدًا.
هناك ستار من الحقد عند أصحابنا أبناء فرنسا يحول بينهم وبين أن يفهمونا!
حقد قديم يرجع إلى أيام الحروب الصليبية، والفرنسيون يعتقدون أنها كانت حربا بين فرنسا والإسلام ...
وحقد جديد بدأ سنة ١٨٣٠ عندما اعتدى الفرنسيون على الجزائر ...
حقد على عرب المغرب؛ لأنهم لم يستسلموا لفرنسا ويقدموا بلادهم هدية لها!
وحقد على عرب المشرق؛ لأنهم لم يتركوا إخوانهم لها تفعل بهم ما تريد ...