للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صورة غير محكمة أو مشوهة للمسيحية١, وعلى كل حال فقد قدم المؤلف الحجة لتبرير التساؤل عن كفايته كقاض غير متحيز، وليس فقط بما أبداه من آراء مقنعة ولكن أيضا بما أقر به من مشاعر إزاء الرسالة المودعة في ثنايا القرآن؛ إنه يقر في أحد مواضع الكتاب أن للقرآن بالنسبة إليه ومن على شاكلته في التفكير -فهو يستعمل ضمير "نا" الدالة على "الفاعلين"- مضمونا رجعيا يدعو للتأخر Repellent Content٢. والكتاب يتكلم في موضوع آخر عما يثير "نفورنا" من بعض الصور عن الإسلام, دون تحديد٣! وفي هذا ما يكفي لإقناعه كي يبتعد عن الموضوع. ولكنه يتراجع عن محاولة ترجمة السيرة إلى الإنجليزية, واتخاذها مادة تستعمل في التعليق وغيره، كي يعطي تحامله النغمة الملائمة، وما دام قد نشر من قبل نقد منفصل لترجمته٤ فليس من حاجة إلى أن يقال المزيد في هذا الصدد.

وهناك دارس آخر للإسلام هو أيضا من رجال الكهنوت يستحق الذكر هنا بوجه خاص بسبب تقديمه لمزيد من الجدل السطحي Speatulation الذي يعرض للتشابه بين المسيحية والإسلام، وهو يكتب: "إن من أسباب تباعد المسلمين والمسيحيين عن بعضهم البعض أن كلا الفريقين قد أساء فهم عقيدة الآخر بمحاولته أن يضعها خلال طراز الاعتقاد الذي يؤمن به"٥!

وشأن كثير من التعميمات لا يبدو مثل هذا النص منصفا كما يحاول أن يكون.

فإن المسيحيين وحدهم هم الذين ظلوا طوال القرون يحاولون فهم الإسلام, أو إساءة فهمه من خلال اصطلاحات المسيحية. أما النظرة الأساسية للمسلم فقد ظلت على حالها لم تتغير على الداوم؛ لأنها جزء من الوحي الإلهي


١ A Guillaume, Islam, ١٦٥٤, ١٦٢ - ٦ et passim.
٢ Ibid, ٧٤.
٣ The Listoner. London, Ostaber, ١٦, ١٩٥٢, ٦٣٥ a.
٤ A. L. Tifamy, the LiFe of Mohammed Acritique of Guill aumes English Translation Islamic Quarterly III, No. ٣. pp. ١٩٦, ٢١٤.
٥ W. C. Smith, Islam in Modern History, Prinaton ١٩٥٧, ١٧.

<<  <   >  >>